لم يكن (علي) الشخص الوحيد الذي وقع ضحية لوباء الكوليرا في قرية بيت قطينة فمعظم اهل قريته اصيبوا بالوباء ومنهم والده ، لكنه ايضا لم يكن فتى عاديا بل كان حالة استثنائية . فعلي ذو الخمسة عشر ربيعا يعاني من ضمور في الدماغ , وهو ما يعني انه بحاجة الى تعامل من نوع خاص .. بعد اصابته بالكوليرا يقول والد علي ان حالته كانت صعبة جدا و تم نقله المركز الصحي الخاص بعلاج الاسهالات المائية الحادة الذي اقامته جمعية رعاية الاسرة اليمنية في قريته لمواجهة الوباء .
تدهورت حالة الفتى الصحية بشكل كبير وظل اسبوعا كاملا يتلقى العلاج في المركز , وكان لحالته المرضية (الضمور في الدماغ ) تاثيرا سلبيا واضحا على سير علاجه ضد الكوليرا وذلك لصعوبة السيطرة على انفعالاته وتصرفاته وهو ما سبب حملا اضافيا على اهله وعلى المختصين في المركز الصحي الذين دخلوا في تحدٍ مع الواقع لانقاذ حياة الفتى , وهو ما اسفر في النهاية عن انقاذه و عودته الى منزله سليما معافى بلا كوليرا .. وعندما ذهبنا لزيارته - مع الاطباء والعاملين الصحيين - الى منزله بعد شفائه - بوقت ليس بالقصير - رآنا فانبجست من بين ثناياه ضحكة بريئة ملؤها الأمل والشعور بالإمتنان لمن بذلوا جهودا كبيرة في علاجه , وكأنه في لحظة تركيز فارقة كانت واضحة بين نظراته التائهة يقول لهم شكرا لكم على كل ما بذلتموه من اجلي.. و انطلق بعد ذلك ليعود الى عالمه الخاص ..