جميلة الراشدي ام لثلاثة اطفال اصيبوا جميعهم بوباء الكوليرا الذي اجتاح قريتهم الصغيرة قرية (الكرب )التي تقع ضمن الزمام السكاني لمستشفى بني سعد بمحافظة المحويت - وهو المستشفى الذي يوجد به مركز معالجة الاسهالات المائية الحادة الذي اقامته جمعية رعاية الاسرة اليمنية بتمويل من مكتب الاوتشا في اليمن بغرض مواجهة وباء الكوليرا الذي انتشر في المدينة بشكل مرعب وحصد عددا من الارواح -.
تقول جميلة - الذي اخذ الموت خمسة من ابنائها من قبل – (كانت وفاتهم لاسباب غير الكوليرا )- (( انها شعرت برعب شديد وهي ترى ابناءها يتجرعون المعاناة وخافت ان تفقدهم كما فقدت اخوانهم )) إلا ان بصيصا من الامل طل فجأة أمامها عند ان سمعت بوجود مركز لمعالجة الكوليرا بالقرب منهم ..وصلت تلك الام المكلومة بابنائها وهم في حالة انهيار جسماني واعياء شديدين نظرا لتمكن الوباء من اجسادهم النحيلة , وكادت الكلى لديهم ان تتوقف عن العمل بفعل الجفاف الشديد الذي اصابهم بسبب الكوليرا, فظلوا تحت العناية الفائقة من قبل المختصين بالمركز لمدة ستة ايام كاملة الى ان تمكنوا من الانتصار على هذا المرض الخبيث وعادوا الى حياتهم الاعتيادية مع اقرانهم في القرية وتحت كنف والدتهم التي ذاقت الأمرّين في سبيل الاعتناء بهم .. وها نحن نراهم اليوم يعودون الى المركز الصحي – وهم في اتم الصحة والعافية مع والدتهم -ليس للعلاج ولكن ليتعرفوا على زوايا تفاصيل المكان الذي وهبهم الحياة بفضل الله بعد ان اتوا اليه ذات ليلة مظلمة وهم يصارعون الموت.