En

ريتاج وأنس: معاناة البراءة مع سوء التغذية

ريتاج وأنس: معاناة البراءة مع سوء التغذية
الأحد, 28 يناير, 2018

منذ افتتاحها في شهر نوفمبر العام الماضي 2017 شهدت المراكز الصحية - التي اقامتها جمعية رعاية الاسرة في مديريات دمت والحشا وجبن بمحافظة الضالع والممولة من قبل وكالة التنمية الدولية البريطانية ((DFIDإقبالاً متزايداً من قبل المواطنين الذين يحتاجون للخدمات الصحية المختلفة لا سيما ما يتعلق بمعالجة امراض سوء التغذ ية التي انتشرت بين السكان بشكل واسع خصوصا خلال الفترة الماضية واصبحت تشكل  ظاهرة مقلقة ، وقد تم افتتاح و تجهيز قسم لمعالجة التغذية في كل مركز  وتزويدها بكادر صحي مؤهل ومدرب على برنامج سوء التغذية المجتمعي.

ريتاج ابراهيم- رضيعة لم تتجاوز الشهر التاسع من عمرها- أُسعفت الى مركز منقير الصحي الواقع في مدينة دمت وهي في حالة صحية صعبة . من خلال المعاينة والقياسات الجسمانية تبين انها تعاني من سوء تغذية حاد وخيم ، واظهرت البيانات ان طولها لم يتعد 71 سم ووزنها 5.8 كيلو جرام فيما بلغ قياس محيط منتصف الذراع عن طريق شريط طبي او ما يسمى (المواك) 10.5 سم والذي يعتبر مؤشرا لقياس درجة سوء التغذية وهو ما يعني سوء تغذية حاد وخيم . وبطبيعة الحال فقد قام فريق التغذية التابع لجمعية رعاية الاسرة في المركز الصحي باعطاء الرضيعة ريتاج المحلول السكري و العلاجات الغذائية اللازمة و متابعة وضعها عن كثب حتى تحسنت حالتها بشكل ملحوظ و ذلك بحسب ما اكدته والدتها خلال زياراتها المتكررة للمركز الصحي وبحسب الفريق الطبي والتغذوي المتواجد في المركز فإن حالة "ريتاج " تنسحب على كثير من الحالات المشابهة ، ومنهم الطفل انس محمد  ذو 28 شهرا الذي كان بدوره يعاني من سوء تغذية حاد وخيم بعد ان بلغ قياس المواك (قياس محيط منتصف الذراع)  11 سم فقط فيما لم  يتجاوز وزنه 7.3 كيلو جرام . وبطبيعة الحال فقد تم اعطاء الطفل انس الدواء والعلاج الغذائي  المناسب ومتابعة حالته الصحية والتغذوية حتى تعافى .                                                                         

تقول والدة أنس - وهي من سكان قرية الحديدة بمدينة دمت  - انها كانت مصدومة عندما رأت ابنها وهو ينهار امام ناظريها و هي عاجزة لا تدري ماذا تقدم له ، وفي اللحظة التي كاد اليأس يتمكن منها سمعت بالمركز الصحي القريب من قريتها و الذي يقدم خدماته للمصابين بنفس مرض ابنها فلم تنتظر كثيرا أو تأل جهدا حتى توجهت الى مركز منقير الصحي و على صدرها طفلها وبين جنباتها ثمة أمل بشفائه ، وعودته الى سابق عهده كأقرانه .