بعد يوم من إصابته بالإسهال والتقيؤ الشديدين، اُسعف الطفل عمار رائد الشايمي الى وحدة معالجة الاسهالات المائية الحادة في منطقة عسلة التابعة لمديرية الطويلة في محافظة المحويت، بعد أن تدهورت حالته وأصبحت على شفا الموت.
في منتصف ليل الـ30 من شهر مارس 2018م، أصيب الطفل عمار - البالغ من العمر أربعة أشهر- بإسهالات حادة مما اضطر ابواه الى إسعافه إلى مركز معالجة الاسهالات المائية الحادة في منطقة عسلة، وكان اشبه بجثة هامدة.
كانت الحالة خطيرة جدا مما أضطر الأطباء هناك إلى إحالة عمار إلى المركز الصحي في مديرية الطويلة والذي تقوم بتشغيله جمعية رعاية الأسرة YFCA بتمويل من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية OCHA
في مساء اليوم التالي وتحديدا عند الساعة الثانية ظهرا وصل الطفل عمار إلى المركز الصحي وهو في حالة مرضية خطيرة جراء الاسهال والقيء الشديدين.
يصف الدكتور المعالج حالة عمار عند وصوله للمركز بالقول:” كان في حالة غيبوبة وصدمة، والعلامات الحيوية لديه شبه متوقفة، ويعاني من جفاف شديد جراء فقده لكميات كبيرة من السوائل".
يقول والد عمار:" كانت حالة عمار خطيرة جداً، واعتقدت أنه يصارع الموت، وفقدت الأمل بعودته للحياة مرة أخرى بسبب الاسهالات الحادة".
شخّص الطبيب المعالج حالته ودوّن الاعراض التالية:
- اسهال مائي حاد
- عدد مرات الاسهال 5-6 مرات
- تقيء شديد
- درجة الجفاف 2
- نتيجة فحص الكوليرا positive
كانت عيون والد الطفلة والعاملين في المركز تراقب الطبيب وهو يقوم بفحص عمار، وكلهم أمل في أن ينجح في إنقاذ حياته، لكن الخوف كان يعم ارجاء المكان خشية أن يعلن عن وفاته في أية لحظة.
تسبب الجفاف الشديد في انكماش أوردة الطفل عمار، وبالكاد حصل الفريق الطبي عليها، لينجح في تركيب خط وريدي في يده اليمني، وبعد أقل من عشر دقائق على وصوله الى المركز، بدأ الفريق الطبي بنقله فوراً الى قسم العزل، وإعطائه المحاليل والمضادات الحيوية الخاصة بعلاج الكوليرا.
بعد مرور الساعتين الأولى من وصوله للمركز، بدأت العلامات الحيوية له تعود من جديد وبشكل تدريجي، وأصبح نبضه محسوس، ليقوم الطبيب بحساب كمية السوائل التي يحتاجها عمار خلال الـ 23 ساعة القادمة، ثم شرع بإعطائه ادوية وقف التقيؤ.
حصل عمار في المركز على رعاية وعناية طبية مستمرة على مدار الساعة، وفي صباح اليوم التالي كانت صحته قد تحسنت بشكل كبير، وبدأ بأخذ محاليل الارواء الفموية.
توقف التقيؤ والإسهال عند عمار، بعد مرور يومين من قدومه إلى المركز وخلال تلك الفترة قدمت له خدمات طبية ذات جودة عالية وحصل على جميع الادوية بشكل مجاني.
يقول والد عمار" كانت سعادتي بالغة وحمدت الله كثيرا عندما توقف الاسهال وعاد عمار إلى الحركة من جديد، شكرت الله كثيرا وشكرت الطبيب المعالج وجمعية رعاية الاسرة على توفيرها الخدمات الصحية بجودة عالية وبالمجان.
لحظات حرجة عاشها والدي الطفل عمار اثناء اسعافه الى مركز معالجة الاسهالات المائية الحادة، وخلال الساعات الأولى لوصوله الى المركز، فقد تلاشى الامل لديهم في انقاذ طفلهم، لكن إرادة الله وخبرة الطبيب المعالج والتجهيزات اللازمة في المركز الصحي، ساهمت في إعادة البسمة وأنعشت البراءة لدى عمار من جديد بعد أن كان على حافة الموت.